أخذت امراة سعودية ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء زمام المبادرة وقادت سيارتها الخاصة في شوارع جدة خلال النهار طوال اربعة ايام دون أن تتعرض للمنع او التوقيف.
يأتى تصرفها ذلك بعد كثير من الحملات الداعية لرفع الحظر المفروض على المرأة السعودية بشأن قيادة السيارات.
آخر هذه الحملات ما قامت به مجموعة نسائية بالمملكة دشنت حملة على مواقع التواصل الاجتماعية حملت شعار " سأقود سيارتي بنفسي بدءً من 17 يونيو لدعوة كافة النساء بالمملكة لقيادة السيارات في الـ 15 من شهر رجب المقبل. وأوضحت القائمات على الصفحات أنهن قمن بالبحث عن أي قانون يمنع المرأة في السعودية من ممارسة حقها في قيادتها مركبتها بنفسها ولم يجدن أي شيء يحويه النظام المروري ينص على ذلك. كما شددن على أن الدعوة لم تنشأ لأهداف تخريبية أو للتجمع والتظاهر ورفع شعارات ضد القادة أو الجهات المعنية ، وأن الحملة فقط للمطالبة بحق من حقوق أي مواطن بالمملكة من الحصول على رخصة سعودية والعيش بمواطنة كاملة دون الذل والمهانة اللاتي يتعرضن لها فقط لحاجتهن لمن يوصلهن. وأضفن أن المرأة هي من سيقود المجتمع للتغيير بإيصال المطالب بالأفعال في وقت فشلت فيه جميع المساعي لإيصال صوتها ، مبينات أن أسباب ما سيقمن به هو لحاجتهن للقيام بأمورهن دون اللجوء لأحد فالبعض منهن ليس لها من يقوم بأمرها فتلظت بنار السؤال لكل غريب. وهناك من تعول أسرتها وليس لها غير ريالات بسيطة تذهب لقمة سائغة للسائقين ، عدا عن الأغلبية محرومة من المواصلات العامة .
ولقد مهد لذلك أيضا أحداث كثيرة تكررت في السعودية عن فتيات سعوديات، ينجحن في استثمار مهارتهن في قيادة السيارة في الأوقات الطارئة، وتنشر الصحف السعودية تقارير موسعة هي في حقيقتها مطالبات غير مباشرة بمنح المرأة هذا الحق الطبيعي.
من ذلك ما فعلته الفتاة ملاك المطيري مؤخراً التى قدمت دعماً كبيراً للمطالبات الاجتماعية المتصاعدة داخل السعودية، للسماح للمرأة بقيادة السيارة. فقد قامت هذه المراهقة (15 سنة) بإنقاذ العديد من الأسر التي كادت أن تغرق في مدينة جدة، عندما اقتحمت ببطولية كبيرة بسيارتها مجرى السيول، واستطاعت أن تدفع السيارات الأخرى حتى نجحت في إبعادها عن تيار السيول الجارف الذي كاد أن يبتلعها.
وبالرغم من أن ما قامت به ملاك هو عمل شجاع بحد ذاته، إلا أن الأمر اللافت للنظر هو قيادتها للسيارة في بلد يمنع النساء من القيادة. ولكن في الواقع أن مثل هذا الحدث ينجح بدعم الآراء المؤيدة لقيادة المرأة للسيارة، في الوقت الذي تضعف المطالبات المناهضة.
كما تنشر الصحف باستمرار قصص الفتيات السعوديات اللاتي يقدن سياراتهن بدون أي أهداف بطولية، وتقوم الشرطة بالقبض عليهن باستمرار، وتسليمهن لأهاليهن بدون تعرضهن لأية عقوبة، لأنه لا يوجد في قانون المرور العام القديم والحديث أي بند يمنع المرأة من قيادة السيارة. ولهذا يردد المسؤولون في السعودية، بطريقة عفوية، أن مسألة قيادة المرأة هي مسألة اجتماعية خاصة يقررها المواطنون.
الأمر الذى جعل القضية مفتوحة، حتى قبل اتخاذ القرار حيث أصبحت المعارضة الاجتماعية واهنة يسهل تجاوزها، وتختلف تماماً عنها قبل سنوات قليلة. فهناك في السعودية تقريباً شبه إجماع على حق المرأة في قيادة السيارة، وهناك فقط اختلافات على التفاصيل وليس على المبدأ.
وباستنثناء فلول الجماعات الصحوية المتشددة، التي حاولت وفشلت في تلبيس المعارضة لبوساً دينياً، وتدخل القضية برمتها في دائرة الحلال والحرام، فإن المجتمع السعودي، وعلى كافة شرائحه، لم تعد تزعجه قضية قيادة المرأة للسيارة، وبعكس ما يمكن أن يتوقع من يعيش خارج السعودية فإن قيادة المرأة باتت قضية غير مثيرة حتى للجدل، فالجميع تقريباً بات يدرك أنها ليست حراماً ولا عيباً اجتماعياً، وإذن الغالبية تقول "ولم لا ؟!".
بل وصل الأمر بأحد الكتاب السعوديين إلى أن يؤلف كتابا عن هذا الموضوع يتقدم إلى القارئ بجملة فوائد، يرى أنها ستنجم عن قيادة المرأة السعودية السيارة، أولها أن كثيراً من المشكلات الاجتماعية ستجد طريقاً للحل، إذ إن وجود الرجل والمرأة في الشارع سيعطي فرصة لتبادل النظر «في قرار الزواج»!
ومن الفوائد أيضاً تراجع معدلات الطلاق، وستصبح المرأة أكثر ثقة وقوة، وأكثر جرأة في الإفصاح عما تريد، فضلاً عن الأمور الصحية، إذ ستخف السمنة في أوساط النساء، نظراً إلى كثرة التنقل!
ويناقش كتاب التركي آراء الرجال السعوديين في قيادة المرأة السيارة، ورأي النساء السعوديات في السماح لهن بالقيادة. ويتطرق المؤلف إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي ستترتب على قيادة المرأة السيارة، وهي آثار عميقة. حضور المرأة السعودية كسائقة يعني، كما يطرح الكتاب، غياب السائق الأجنبي عن بناء التركيبة العائلية والاجتماعية السعودية، التي كما يكون فيها الزوج قواماً على تلبية حاجات البيت والأبناء، تحظى فيها الزوجة بالدور نفسه، وتحظى به البنت كذلك، على الأقل لتلبية حاجاتها الشخصية، كالابن تماماً.
ومما مهد لهذا الأمر أيضا أن المرأة السعودية تقوم بقيادة السارات فى بعض محافظات السعودية. ففى تثليث التابعة لمنطقة عسير جنوب السعودية المكان الوحيد في المملكة الذي تمارس فيه النساء قيادة السيارة من دون عقبات. وتؤكد النساء اللاتي ايقمن بقيادة سياراتهن، أنهن لا يفعلن ذلك تحدياً لأنظمة المجتمع، بل بسبب ظروف الحياة. وأكدن أن لا أحد يتعرض لهن. وقالت أخريات إنهن يحرصن على حماية أنفسهن بسلاح ناري يحملنه معهن أثناء القيادة. ومن الطبيعي جداً أن تجد نساء في محال خدمات السيارات ينتظرن فراغ العمال من تغيير زيت سياراتهن أو إصلاح الأعطاب الصغيرة.
وتؤكد نساء تثليث أن قيادة المرأة للسيارة في محافظتهن أمر طبيعي معتاد، وأنهن لا يواجهن اعتراضاً من قبل رجال الأمن، لكن هناك ثمة دراسة جادة لمنع عدد من النساء من قيادة السيارة في تثليث، وأن الهيئة تباحثت في هذا الشأن مع إمارة منطقة عسير.
ويقلن أنهن لا يواجهن أي خطر وسط المدينة أوحتى في الصحراء. وإن معلمات لا يجدن من يقوم بتوصيلهن إلى مدارسهن فيتوفرن على القيادة بأنفسهن. وأنهن لم يتعرضن لمضايقة من أحد، لأن المجتمع يغلب عليه احترام المرأة وعدم إيذائها.
والجدير بالذكر أن السلطات السعودية تمنع المراة من قيادة السيارة وتعتبر الجهات الدينية العليا ان هذا الامر من "المفاسد" التي يحرمها الدين الاسلامي
هذه هى الأجواء التى اخذت فيها نجلاء الحريري الناشطة السعودية في مجال الدفاع عن حقوق النساء زمام المبادرة وقادت سيارتها الخاصة في شوارع جدة خلال النهار طوال اربعة ايام دون أن تتعرض للمنع او التوقيف.
نجلاء الحريري، وهي ربة عائلة في الثلاثينات، أوضحت انها فعلت ذلك "من اجل الفكرة التي تدافع عنها: يجب السماح للسعوديات بالقيادة ، حيث لا يوجد في النظام السعودي اي بند يمنع قيادة المرأة".
واضافت "ما يحصل هو خوف من المجتمع وانا منذ اربعة ايام اقود بشكل مستمر في شوارع جدة ولم يتم ايقافي".
واكدت حريري "لا اخاف من ايقافي لانني مثال تفتخر به ابنتي وصديقاتها وسيذكر ذلك جيل من الفتيات. اقوم في الوقت الحالي باعطاء دروس في القيادة لمن يرغب".
ويأتى تصرفها ذاك بالتزامن مع الانتفاضات في العالم العربي من خلال الفيسبوك والتويتر، وكذلك بالتزامن مع ما أعلنته مجموعة من الفتيات السعوديات انهن سيقمن بقيادة سياراتهن في 17 يونيو المقبل.
وقالت حريري بينما كانت في سيارتها على كورنيش جدة، ان "المراة السعودية تعتبر ملكة لان الرجل يقدم لها الخدمات لكن هذا عبارة عن كذبة كبيرة لاننا دائما تحت رحمته حتى يتكرم بايصالنا".
وحول الصعوبات التي تواجهها، اوضحت "لقد قمت بقيادة سيارتي مدة خمس سنوات في القاهرة وخمس اخرى في بيروت، وهي دول لا تصل الى مستوى السعودية في تنظيم المرور".
وعما اذا كان تصرفها اخلاقي بالنسبة للمعتقدات السائدة في المجتمع، تساءلت حريري بينما كانت تمسك غطاء شعرها "متى سيمتلك الرجل الشجاعة ليصعد الى جوار شقيقته او زوجته او والدته ويساعدها على قضاء حاجاتها الاساسية"؟
صحيفة “الوطن” السعودية نقلت امس عن شهود عيان تأكيدهم أنهم رأوا نساء سعوديات وأجنبيات يقدن سياراتهن في شوارع جدة, مشيرين إلى أن هذه الظاهرة النادرة بدأت في التزايد منذ مطلع هذا الأسبوع بالتزامن مع الإجازة وخصوصاً في منطقة الكورنيش في الفترة المسائية…
ويبدو ان تغاضي السلطات عن قيادة المرأة السعودية للسيارة في جدة ستكون مقدمة للبدء بالسماح للسعوديات بقيادة السيارة في سائر انحاء المملكة اسوة ببقية نساء العالم ..
والجدير بالذكر ان السعودية هي المكان الوحيد على وجه الكرة الارضية الذي لا يسمح فيه للمرأة بقيادة السيارة
وتمنع السلطات السعودية قيادة المرأة للسيارة في المملكة لأسباب دينية بحجة أنها “تؤدي إلى مفاسد” وكان عضو مجلس الشورى السعودي محمد آل زلفة, قد تبنى فكرة السماح للمرأة بقيادة السيارة.
No comments:
Post a Comment